لوسيل نيوز – متابعات:
بعدما كشف مصدر لوكالة فرانس برس الثلاثاء انه سيوقع لفريق سعودي، أصرّ والد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ووكيل أعماله خورخي على أن مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي لم يقرّر وجهته في الموسم المقبل.
وينتهي عقد قائد منتخب الأرجنتين مع سان جرمان في حزيران/ يونيو المقبل، لكنّ مصدراً مطلعاً على المفاوضات في الرياض طلب عدم الكشف عن إسمه لأنه غير مخول الحديث للإعلام، قال لفرانس برس إن ميسي سيلعب في الدوري السعودي بموجب صفقة “إستثنائية وضخمة”، مضيفاً “صفقة ميسي تمّت.
لكن والد ميسي أصر أن إبنه سيتخذ قراراً حيال مستقبله في نهاية الموسم “ليس هناك أي اتفاق مع أي ناد للعام المقبل”.
وتابع في حسابه على موقع إنستغرام “لن يُتّخذ القرار قبل أن ينهي ميسي الدوري مع باريس سان جرمان .. مع إنتهاء الموسم، سيحين الوقت للتحليل .. وإتخاذ قرار”.
وتابع خورخي ميسي “هناك شائعات ويستخدم كثيرون إسم ليونيل لكسب الشهرة، لكن الحقيقة واحدة ويمكننا التأكيد انه لا يوجد اتفاق مع أحد”. أضاف “لا شفهياً، لا توقيعاً أو متفقاً عليه، ولن يحدث ذلك حتى نهاية الموسم”.
خيارات عدّة
وكان النجم الأرجنتيني البالغ 35 عاماً يملك مروحة من الخيارات بين السعودية، الولايات المتحدة وحتى ناديه القديم برشلونة الإسباني التواق لإعادة “البعوضة”، بعد إرتفاع مؤشرات رحيله عن ناديه الحالي المملوك قطرياً.
وأفاد باريس سان جرمان الفرنسي لوكالة فرانس برس في شكل منفصل أنّ عقد بطل العالم لا يزال ساريا حتى 30 حزيران/يونيو المقبل، وقال مصدر ثان في النادي الفرنسي “لو كان النادي يريد تجديد عقده، لفعل ذلك في وقت مبكر”.
وكان سان جرمان أوقف أخيراً نجمه المتوّج بكأس العالم في كانون الأول/ ديسمبر الماضي في قطر، بسبب سفره دون موافقة النادي إلى السعودية، حيث ينشط كسفير للسياحة في المملكة الخليجية الثرية.
والإثنين، عاد ميسي الى التدريبات بعدما قدّم إعتذاراً للنادي وزملائه.
ويأتي وصول ميسي للسعودية بعد أشهر من وصول منافسه وغريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أنضم لنادي النصر السعودي في صفقة مدوية في كانون الثاني/ يناير الماضي.
ويُعتقد أن عقد البرتغالي الممتد حتى حزيران/ يونيو 2025 يقدر بأكثر من 440 مليون يورو، ما يجعله الرياضي الأعلى أجرا، بحسب فوربس.
ورغم التوقيع الكبير، يبتعد النصر بخمس نقاط عن صدارة جدول الدوري السعودي قبل 4 مباريات عن نهاية المسابقة، فيما خرج من السباق على كأس الملك، ويشهد النصر تخبطا إداريا إذ غادر مدربه الفرنسي رودي غارسيا فجأة في نيسان/ أبريل.
تمويل سخي
ويأتي التمويل الهائل للصفقتين المدويتين من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهو أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم بأصول تتجاوز 620 مليار دولار، بحسب المصدر.
وقال المصدر إنّها السلطات “السعودية التي جلبته وليس ناديا محددا. المال يأتي من مكان واحد، صندوق الإستثمارات العامة”.
وأوضح أنّ “التفاوض لم يستغرق الكثير من الوقت مثل ذلك مع رونالدو، كما نعرف الآن وَصفة التعاقد مع لاعبين من الطراز العالمي”.
ويبدو أن المملكة الخليجية الثرية التي تشهد إنفتاحا إجتماعيا وإقتصاديا تستهدف البناء على دوري قوي يجتذب أنظار العالم، فيما ذكرت تقارير قبل أشهر ان السعودية ترغب بتقديم ملف مشترك مع اليونان ومصر لاستضافة نسخة 2030، لكن الترشح لم يصبح رسمياً بعد.
وأوضح المصدر “الخطة ليست فقط ميسي ورونالدو بل جلب لاعبين رائعين مثل هذا الثنائي وأيضا لاعبين صاعدين يتمتعون بمستقبل واعد”.
يرتبط ميسي أصلا بعقد مع هيئة السياحة السعودية للتسويق لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا كان موضوع رحلة ميسي وعائلته إلى السعودية التي أدت الى إيقافه.
وسعت المملكة على دفع ميسي للانضمام إلى الدوري السعودي، وإعادة تشكيل مبارزة ثنائية مع رونالدو بعد تلك التي خطفت أنفاس المشاهدين في إسبانيا عندما كان الـ”دون” يحمل ألوان ريال مدريد.
وأشارت عدة تقارير في الآونة الأخيرة إلى تقديم نادي الهلال عرضاً مغرياً لأفضل لاعب في العالم 7 مرات، قد يصل إلى 400 مليون يورو سنوياً لجلب بطل العالم المتوج في كانون الأول/ ديسمبر الماضي في قطر.
وقال المصدر “نريد أن يزور الناس المملكة العربية السعودية لمشاهدة نجوم كرة القدم”، متابعا “من كان يتخيل أن مباريات الدوري المحلي ستجذب الأجانب؟ إنه مجرد تأثير رونالدو”.
غضب أنصار باريس
وكان ميسي، الذي سيبلغ من العمر 36 عاما في حزيران/يونيو، قضى موسمين باهتين في باريس بعد أن قضى حقبة مجيدة في برشلونة الإسباني حيث فاز بأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا و 10 ألقاب في الدوري الإسباني، ولا يزال معبودا لجماهير هذه الفريق الكتالوني.
سجل أفضل لاعب في العالم 7 مرات، الذي يتشارك هجوم باريسي شرس يضم الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي نيمار، 11 هدفا فقط في موسمه الأول حيث ساعد باريس سان جيرمان على تحقيق لقب دوري الدرجة الأولى الفرنسي، وهو أمر إعتيادي.
لكن النادي لم يقترب من تحقيق فوزه الأول بلقب دوري أبطال أوروبا، حيث خسر مرتين في دور الستة عشر حتى مع وجود الأرجنتيني اللامع في الملعب.
تفاقم الإحباط أكثر الأسبوع الماضي عندما أطلق متظاهرون يرتدون ملابس سوداء المشاعل وغنوا هتافات معادية تستهدف ميسي ونيمار وماركو فيراتي متهمين إياهم بالأداء الضعيف.
وتناقضت هذه المشاهد الغاضبة مع لحظة الذروة في مسير ميسي في كانون الأول/ ديسمبر عندما قاد الأرجنتين للفوز بلقب كأس العالم في الدوحة.
ولفّه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني برداء بشت تقليدي قبل تسليمه الكأس الذهبية، في تذكير بثروات البلدان النفطية التي تتدفق على كرة القدم ونجوم اللعبة أمثال ميسي ورونالدو.
المصدر: يورو نيوز