لوسيل نيوز – متابعات:
في مراسم إحتفالية يعود تاريخها إلى قرابة الألف عام، توج الملك تشارلز الثالث اليوم رسميا على عرش المملكة المتحدة، بعد أن قضى أطول فترة وليا للعهد في تاريخ البلاد حتى وفاة والدته الملكة إليزابيث في شهر سبتمبر الماضي.
تتويج الملك تشارلز بتاج القديس إدوارد الفريد
تقدم مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث ملكا للمملكة المتحدة فرصة لإلقاء نظرة على تاج القديس إدوارد النادر الذي يوضع على رأسه خلال هذه المراسم، وذلك ضمن تقليد يعود لقرون ماضية.
وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن التاج المصنوع من الذهب نادرا ما يخرج من برج لندن، وسيتم وضعه على رأس الملك تشارلز الثالث لأقل من ساعة، ثم يعاد إلى مكان حفظه في البرج في إنتظار تتويج الملك المقبل.
تاج القديس إدوارد الفريد
صنع التاج من الذهب الخالص عيار 22 قيراط، ويعود لأكثر من 360 عاما، كما يبلغ إرتفاعه 30 سم ووزنه 2.23 كيلو جرام.
والتاج مرصع بـ 444 جوهرة وحجرا كريما بينها «العقيق والياقوت الثمين والجمشت والتوباز»، ويغلب عليها اللون الأزرق الفاتح والأخضر المائل للزرقة، وهي مغروسة في المينا والذهب، وكانت قابلة للفك وكانت تُستعار خصيصاً لهذه المناسبة، لكن في القرن الـــ 20 جرى تثبيت هذه الأحجار والمجوهرات عليه بشكل دائم.
ويحتوي التاج على 4 صلبان وأربع زهرات زنبق وقوسين يتقاطعان في قمة التاج، القوسان مزينان بكرات صغيرة من الذهب وكانا مرصعان سابقاً بصفين من اللؤلؤ المُقَلّد.
في قمة التاج صليب مزين بأحجار كريمة وتتدلى منه خرزات من الذهب وتحت الصليب كرة ذهبية ترمز لاتساع ولاية الملك.
تاريخ تاج القديس إدوارد الفريد
صُمم هذا التاج للملك تشارلز الثاني عام 1661م، واطلق عليه هذا الاسم لأنه يشبه التاج الذي حمله الملك والقديس الأنغلو ساكسوني إدوارد المعترف.
ويظهر إدوارد وهو يضع هذا التاج في المنسوجة الجدارية التاريخية المزخرفة التي تعود للقرن الحادي عشر والمعروفة باسم منسوجة بايو.
يعتقد أن تاج القديس إدوارد الذي أصبح قطعة أثرية مقدسة بعد فترة من وفاته، قد ارتداه الملك هنري الثالث عند تتويجه عام 1220م والملوك والملكات الذين تولوا عرش بريطانيا بعده.
في أعقاب إعدام الملك تشارلز الأول من قبل أنصار أوليفر كرومويل في عام 1600 جرى تذويب تاج القديس إدوارد.
بعد عودة الملكية في أعقاب موت كرومويل أمر الملك تشارلز الثاني بتصنيع مجموعة من المجوهرات الملكية من بينها تاج القديس إدوارد وتاج ملكي جديد.
الملكة إليزابيث وتاج القديس إدوارد الفريد
وكانت الملكة الراحلة اليزابيث الثانية هي آخر ملوك بريطانيا الذين وضعوا تاج القديس إدوارد أثناء مراسم تتويجها عام 1953م وخلال الأعوام السبعين الماضية كان التاج محفوظاً في برج لندن.
وخلال تصوير فيلم وثائقي عام 2018 تساءلت الملكة إليزابيث: هل لا يزال التاج ثقيلا؟ وحاولت رفعه ثم أكدت أنه ما زال كذلك كما تتذكر.
المصدر: الأسبوع