لوسيل نيوز – متابعات:
مرض ضعف عضلة القلب لا يأتي مرة واحدة بل يكون نتيجة تراكم وترسبات تأتي تدريجيا مع مرور الوقت، وهنا لا تستطيع العضلة القيام بدورها في ضخ الدم للجسم، وتعتل عضلة القلب بأنواع مختلفة كتمدد عضلة القلب، ونتيجة لذلك قد يحدث مضاعفات للقلب كحدوث مشكلة في ضربات القلب وعدم انتظام نبضاتــه.
عضلة القلب هي واحدة من أنواع عضلات الفقاريات، وهي عبارة عن عضلة مخططة لا إرادية تُكوّن النسيج الرئيس لجدران القلب، فعضلة القلب لها أهمية بالغة للإنسان، فأي خلل بها يسبب مشاكل كبيرة جدا له، مثل الذبحة الصدرية وأمـراض عضلة القلب وإحتشاء عضلة القلب.
ولتجنب حدوث أمـراض في عضلة القلب ومن أجل تقويتها، هناك أنواع من الغذاء المفيد لعضله القلب والذي يحمي القلب من الكثير من المشاكــل، ومن أنواع الغذاء المفيدة لعضلة القلب: سمك السلمون والشوفان والتوت والفواكه الحمضية والمكسرات والطماطم، ولمعرفة كيفية تقوية عضلة القلـب بالغذاء، يُنصح بقراءة هذا المقال بعنايـة.
تخبرنا آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن أمراض القلب بمختلف أنواعها هي السبب الأول للوفاة حول العالم، فهي مسؤولة عمّا يقارب 18 مليون وفاة سنوية، وهو ما يمثل أكثر من ثلاثة أمثال ما فعلته جائحة كوفيد-19 بالعالم في عاميْن كامليْــن.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية وحدَها، يذكر موقع مركز السيطرة على الأمراض «CDC» أنَّ هناك أكثر من 6 ملايين مُصاب بفشل عضلة القلب، توفي منهم في عام 2018 وحده ما يُقارب 400 ألف مريض، رغم إمتلاك الولايات المتحدة لواحدة من أقوى المنظومات الصحية في العالــم.
رغم تلك الأرقام المُخيفة، فإن ضعف عضلة القلـب بمختلف أسبابه، يمكن التعايش معها بشكلٍ شبه طبيعي، عبر إدارة صحية ذكية لحياة المريض، تشمل تنظيم الطعام كمًّا وكيفًا، والنشاط الرياضي، والإلتزام بالأدوية الموصوفة، والمتابعة الدورية المنتظمة مع الطبيب المختص، وهذا ما سنذكره بإجمال في نقاطٍ عشر مختصـرة.
قد يعجبك أيضاً:
إطلاق النافذة الثانية لبيع تذاكر كأس العالم “قطر 2022”
الإعلان رسميا عن فتح باب التطوع للعمل في منشآت مونديال قطر 2022
ليس المقصود بتقوية عضلة القلب، أن يعود القلب إلى كامل قوته وعافيته كما كان قبل الإصابة بالمرض، فهذا للأسف مُتعذر في معظم حالات ضعف عضلة القلب، والتي عادةً ما تكون مزمنة ودائمــة، وليس المقصود أيضا هو تحسُّن أرقام قياسات قوة إنقباض عضلة القلب بجهاز الموجات الصوتية على القلب (الإيكو) مثل الكسر القذفي أو الكم المقذوف من الدم بكل ضربة EF، فهذا التحسن الرقمي أيضا لا يحدث في أكثرية المرضــى.
ما نقصده هو أن تتحسن الأعراض المرضية، لا سيما ضيق التنفس عند بذل أقل مجهود، والإجهاد المزمن، وبذلك يتمكن مريض ضعف عضلة القلـب من مزاولة معظم أنشطة حياته بشكلٍ طبيعي أو شبه طبيعي، وكذلك يتجنّب الحاجة لدخول المستشفى قدر المستطاع، وأيضا تقليل إحتمالات الإصابة بالمضاعفات والوفاة المفاجئة نتيجة توقف عضلة القلب.
1. الوقايــة هي المبدأ والمنتهى
أشهر أسباب الإصابة بضعف عضلة القلـب هي أمراض شرايين القلب التاجية لا سيَّما جلطات الشرايين الحادة، وهناك قائمة طويلة من عوامل الخطر التي تسبّب تلك الأمـراض، والتي يمكن تجنبها أو السيطرة عليها، فنقلل إحتمالية الإصابة بالنوبات القلبية، وأبرزها التدخين، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وإختلالات الكولسترول بالـدم.
وبالنسبة للناجين من جلطة حادة بأحد شرايين القلب التاجية، فإنَّ التعرض لجلطةٍ جديدة يكون من الخطورة بمكان، فعضله القلب التي ضعفت نتيجة الجلطة السابقة، سيكون من الصعب للغاية أن تتحمل جلطة أخرى، وبالتالي فالوقاية من إصابة تالية يمثل أولويــة قصوى.
2. الطعام
ضبط الطعام كما وكيفا هو حجر الزاوية في التعايش مع ضعف عضلة القلب.
أولا: يجب تجنب الوجبات الثقيلة كبيرة الحجم، التي قد تسبب هبوط الدورة الدموية المتباطئة، وتزيد من مشاكل الهضم والإمتصاص، التي تكون متفاقمة في مرضى ضعف القلـب نتيجة إحتقان الدم في الجهاز الهضمي، وعوضا عن هذا يجب تناول وجبات صغيرة متفرقة، مع تجنب العشاء المتأخر لمنع زيادة الــوزن.

ثانيا: إنقاص كمية الملح في الطعام، وتجنب الأطعمة المالحة مثل الأسماك المملَّحة والمخلَّلات والجبن القديمة .. إلخ، فالملح الزائد يزيد إحتباس السوائل في جسم المريض، وإحتقان الدم، وقد يسبب الإرتشاح الرئوي الخطير الذي يعد من المضاعفات التي تستدعي الحجز الطارئ بالمشافـي.
ثالثًا: أنسب الأطعمة لمرضى ضعف القلـب هي الفواكه باعتدال، والخضروات بمختلف أنواعها، والأسماك، والبيض، واللحوم البيضاء كالدجاج، واللحوم الحمراء غير السمينة، والبقوليات، والحبوب، والزيوت النباتية الصحية لا سيما زيت الزيتون، مع تقليل الدهون المشبعة (السمن – الزبد) والسكريات، وكذلك الإعتدال في النشويات كالأرز والمكرونة.
3. شرب المياه بشكل متوازن
يعمل القلب ببساطة كمضخة، ينسبط ليستقبل الدم الوريدي العائد من كافة أجزاء الجسم، ومن الرئتين، ثم ينقبض ليضخ هذا الدم في الشرايين، في حالات ضعف عضلة القلب، تختل وتضعف وظيفتا الإنبساط والإنقباض كلتاهما، فيتراكم الدم الوريدي خلف القلب، ويحدث إحتقان دموي في الرئتين، وفي البطن، وفي الساقين … إلخ، فتبدأ المياه في الإرتشاح في تلك الأماكن، فيحدث الإرتشاح الرئوي والبللوري، وإستسقاء البطن، وتورم الساقين … إلخ، فتتدهور الحالة العامة للمريض، ولذلك غالبا ما يصف طبيب القلب مُدرِّات البول لهؤلاء المرضى للتخلص من السوائل الزائدة وعلاج الإحتقان الدمــوي.
ولذا ننصح مريض ضعف عضله القلـب بعدم الإكثار من السوائل، حتى لا يساهم في زيادة الإحتقان الدموي الناجم عن ضعف القلب، لكن في المقابل يجب عدم التطرف في تقليل السوائل، لاسيَّما لمن يتعاطون مدرات البول، حتى لا يحدث الجفاف، والذي قد يسبب مشاكل صحية جمة كهبوط الدورة الدموية، والإختلال الكلوي الحاد، والإصابة بالجلطات … إلخ.
والكم المتوازن من السوائل اليومية الموصى به ما بين لتر ونص ولتريْن من مختلف أنواع السوائل يوميا، في الأحوال المعتادة، مع تعويض الفقد الزائد في حالة التعرق الشديد صيفًا أو نتيجة بذل المجهود.
4. تجنب الإصابة بكوفيد-19 قدر الإمكان
الإصابة بفيروس كوفيد-19 يمكن أن تسبب للقلب أضرارا بالغة، أشهرها الإصابة بالتهاب شديد في عضلة القلب، أو جلطة حادة بأحد الشرايين التاجية للقلب، مما يسبب ضعف عضلة القلب وأعراض فشل عضلة القلـب. كما أنَّ ضعف عضلة القلب من عوامل الخطر للتعرض للإصابات الشديدة بكوفيد-19 التي تستدعي الحجز بالمستشفى وقد تسبب الوفــاة.
وبالتالي، فيجب على مرضى ضعف عضلة القلـب تجنُّب الإصابة بكوفيد-19 عبر الوسائل التي نعرفها جميعا، وأولها تعاطي أحد اللقاحات المتوفرة الآن، وارتداء كمامة الوجه لا سيَّما في التجمعات، وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون.
ولا تقتصر جهود الوقاية من العدوى على كوفيد-19، إذ يجب أيضا على مريض ضعف القلب تعاطي مصل الإنفلوانزا الموسمي بشكلٍ سنوي، وكذلك تطعيمات الوقاية من المكورات السبحية الرئوية Pneumococci.
5. إنقاص الوزن
من أفضل ما يمكن أن يفعله مريض ضعف القلب، إنقاص الوزن. فكل كيلوجرام زائد يتخلص منه الجسم، يخفف الحِمل شيئًا عن عضلة القلب الضعيفة، بينما في المقابل، كل زيادة في الوزن، تُصعِّب السيطرة على أعراض ضعف القلب ومضاعفاتــه.
ويمكن لبعض التعليمات البسيطة غير المرهقة أن تساهم في إنقاص الوزن دون عناء شديد، مثل تقسيم الطعام إلى وجباتٍ صغيرة متفرقة، ومنع العشاء المتأخر، وتقليل النشويات والسكريات والدهون، والرياضة المعتدلة المنتظمة، لكن في حالات السمنة المفرطة، التي يتعذر السيطرة عليها بالطعام وبالرياضة، فيمكن اللجوء إلى إحدى جراحات السمنة، بعد تداول الرأي الطبي بين طبيب القلب المتابع للحالة، والطبيب الجرَّاح، لاختيار أنسبها للمريض، وحالة قلبــه.
6. تمارين رياضية معتدلة
يعتقد البعض خطأً أن ضعف عضله القلب، يعني أن يظل المريض نائما في سرير المرض، أو يتحرك في نطاق المنزل في أضيق الحدود، وإلا تعرَّض قلبه الضعيف لمضاعفاتٍ خطيرة، وهذا المفهوم أكثر خطورة على الصحة من ضعف عضلة القلـب نفسه، فالخمول الزائد يضعف القلب أكثر، ويسبب تباطؤ الدورة الدموية، مما يزيد كثيرا فرص الإصابة بالجلطات الوريدية والشريانية الخطيــرة.
يجب على مريض عضلة القلـب القيام بما يستطيع من الرياضة المنتظمة اليومية أو شبه اليومية، وخيرُ الرياضة هنا أدومُها وإن قلَّت، ولو مجرد المشي أو الجري الخفيف لبضع دقائق، مع زيادة هذا تدريجيًا لتنشيط القلب، وتحريك الدورة الدموية المتباطئة، ورفع الحالة النفسية والمزاجية، وتقوية عضلات الجسم وحرق الدهون، وبالتالي تخفيف الأحمال عن كاهل عضلة القلب الضعيفة، ويجب أن تكون واقعيا في مقدار النشاط الرياضي، لا سيَّما في البداية، وأن تحرص على الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة بعد المجهــود.
ويمكن أيضا وتحت إشراف طبي مختص، أن ينتقل المريض تدريجيا إلى تمارين رياضية أكثر تطورا، لا سيَّما تلك التي ترفع شدة وعدد ضربات القلب، مع تجنب رياضات الأحمال الثقيلة مثل رفع الأثقال الشديــدة.
ولأنَّ الشيء بالشيء يذكر، ففي حالة شعورك بأيٍّ من الأعراض التالية أثناء الرياضة، يجب التوقف فورا واستشارة الطبيب:
-
ألم شديد في منتصف الصدر.
-
الشعور بالإجهاد الشديد والدوار.
-
إغماء تام أثناء الرياضة.
-
تسارع شديد أو عدم انتظام واضح في ضربات القلب، يستمر أكثر من ربع ساعة بعد التوقف عن بذل المجهــود.